مشروع طالبات جامعة الأميره نوره - قسم التغذيه - مهارات التفكير - التفكير في القران والسنه

مشروع طالبات جامعة الأميره نوره - قسم التغذيه - مهارات التفكير - التفكير في القران والسنه

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

بناء الهوية الإيجابية للذات (المقال الثاني)

بناء الهوية الإيجابية للذات
هوية الذات هي: الصورة الذهنيه التي يحملها الأنسان عن نفسه وأحساسه بذاته
"وللهوية الأثر الكبير في تحديد فكر الأنسان وقيمة وسلوكا ونظرا لقوة تصورك الشخصي لذاتك فأنك دائما ما تؤدي سلوكا خارجيا يتفق مع صورتك لذاتك داخليا"
لذلك جاءت الأحاديث الشريفه لترسيخ الهوية الإيجابية وربطت كثيرا من أعمال الانسان بها فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
ويرسخ النبي صلى الله عليه وسلم الهوية الأيجابية عند النفس المؤمنة من خلال ما يصدر عنها من أفعال ينبغي أن تطابق ما دلت عليه الهوية التي يحملها المؤمن فعن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه"فانظر كيف ربط النبي صلى الله عليه وسلم بين الأفعال الأيجابية والهوية الأيجابية
وعندما طلب منه أحد الصحابة أن يختصر له الآمر أرشده إلى تحديد هوية إيجابية يتبعها فعل مستمر على المنهج الذي تحدده تلك الهوية فعن سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله : قل لي في الأسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال: قل:آمنت بالله فاستقم " قال المناوي في شرح الحديث :"قل آمنت بالله أي جدد إيمانك بالله ذكرا بقلبك ونطقا بلسانك بأن تستحضر جميع معاني الأيمان الشرعي ثم استقم أي إلزم عمل الطاعات والانتهاء عن المخالفات أذ لا تأتي مع شيء من الاعوجاج فأنها ضده"

و يذهب النبي صلى الله عليه وسلم الى ترسيخ الهوية الإيجابية في ادنى درجاتها وذلك بحثه لأتباعه من المسلمين بأن يكف الواحد منهم شره عن الناس (السلوك السلبي) اذا لم يكن قادرا على عمل الخير لنفسه أو لغيره (السلوك الإيجابي) فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله:أي الأعمال أفضل ؟ قال:"الأيمان  بالله و الجهاد في سبيله قال: قلت:أي الرقاب أفضل؟ قال :أنفسها عند أهلها و أكثرها ثمنا قال: قلت: فإن لم أفعل ؟ قال: تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال: قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال :تكف شرك عن الناس فأنها صدقة منك على نفسك "
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الكف عن السلوك السلبي في حال عدم القدرة على السلوك الأيجابي من أفضل الأعمال
وفي سبيل ترسيخ أدنى هذه المراتب يقول صلى الله عليه وسلم  :" ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت "
قال النووي في شرح الحديث :"أنه اذا اراد أن يتكلم فإن كان ما يتكلم به خيرا محققا يثاب عليه واجبا أو مندوبا فليتكلم و إن لم يظهر له أنه خير يثاب عليه فليمسك عن الكلام سواء ظهر له أنه حرام أو مكروه أو مباح مستوي الطرفين فعلى هذا يكون الكلام المباح مأمورا بتركه مندوبا الى الأمساك عنه مخافة من انجراره الى المحرم أو المكروه و هذا يقع في العادة كثيرا أو غالبا "
و نجد النبي صلى الله عليه وسلم ينبه أتباعه إلى أن السلوكيات التي قد يقعون فيها هي في حقيقتها مما ينافي كمال استحقاقهم للهوية الإيجابية التي ينسبون أنفسهم إاليها كقوله صلى الله عليه و سلم :"و الله لا يؤمن و الله لا يؤمن و الله لا يؤمن قيل : ومن يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه "
"فجعل السلوك السلبي مناقضا للهوية الإيجابية للمؤمن الصادق في إيمانه "

(الرقيب (2008),12-13-14)
مشاركة:مريم صبر الشمري
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق