مشروع طالبات جامعة الأميره نوره - قسم التغذيه - مهارات التفكير - التفكير في القران والسنه

مشروع طالبات جامعة الأميره نوره - قسم التغذيه - مهارات التفكير - التفكير في القران والسنه

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

أهمية التفكر في الكتاب والسنة

أهمية التفكر في الكتاب والسنة

وإن من أعظم ما ابتلي به الناس اليوم شتات القلوب ، وكثرة الصوارف عن التفكر ، فالتفكر من العبادات القلبية التي أمر العبد أن ينميها من خلال النظر في   ملكوت السماوات والأرض ومن خلال الآيات الكونية ، والأحكام الشرعية ، والإنسان لا ينفك عما حوله من الحوادث والآيات الكونية التي تدل على عظيم خلق الله ، ويستدل بها على ما لله من صفات الكمال والعظمة والكبرياء .
ومما هو معلوما إن التفكر هو التأمل وإعمال الخاطر في شيء وهو أصل الطاعات ومبدؤها ، قال ابن القيم - رحمه الله - : ( فأصل كل طاعة إنما هي الفكر ، وكذلك أصل كل معصية إنما يحدث من جانب الفكرة ، فإن الشيطان يصادف أرض القلب خالية فارغة ، فيبذر فيها حب الأفكار الرديئة ، فيتولد منها الإرادات والعزم  فيتولد منها العمل ، فإذا صادف أرض القلب مشغولة ببذر الأفكار النافعة فيما خلق له وفيما أمر به وفيما هيء له وأعد له من النعيم المقيم أو العذاب الأليم لم يجد لبذره موضعا ) والتفكر يكشف الفرق بين الوهم والخيال ، المانع لأكثر النفوس من انتهاز الفرص بعد إمكانها ، فما قطع العبد عن كماله وفلاحه وسعادته العاجلة والآجلة قاطع أعظم من الوهم الغالب على النفس والخيال الذي هو مركبها ، بل بحرها الذي لا تنفك سابحة فيه ، وإنما يقطع هذا العارض بفكرة صحيحة ، وعزم صادق ، يميز به بين الوهم والحقيقة فالتفكر سبيل المرء إلى العمل ، وإدراك حقائق الأشياء ، بل إن حياة المرء وسعادته تبع لأفكاره ، قال السعدي - رحمه الله - : ( واعلم أن حياتك تبع لأفكارك ، فإن كانت أفكارا فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا ، فحياتك طيبة سعيدة وإلا فالأمر بالعكس ) ولذلك فإن إعمال الفكر فيما ينفع ويقرب إلى الله من أهم المطالب الدينية .

ولقد حثت آيات عديدة في القرآن العظيم على التفكر ،  (وَأَنْـزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُـزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
وقد مدح الله المتصفين بصفة التأمل وفي صحيح مسلم (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام من آخر الليل فخرج فنظر إلى السماء ، ثم تلا هذه الآية من سورة آل عمران : )إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ ثم قام فصلى ثم اضطجع ثم تلا هذه الآية ثم رجع فتسوك فتوضأ ثم قام فصلى )
ومن هذه الأيات  نتبين أن التفكر في مخلوقات الله من اجل أنواع التفكر وهو أمر مندوب إليه
وكان الصحابة - رضي الله عنهم - ومن بعدهم من التابعين يمتثلون هذا ، وينظرون في ملكوت الله نظر تفكر واعتبار ، وقد وردت الآثار الكثيرة عن السلف في فضل التفكر ، فقد سئلت أم الدرداء - رضي الله عنها - عن أفضل عبادة أبي الدرداء - رضي الله عنه - قالت ( التفكر والاعتبار
وختاما: ليس كل أحد يعتبر ويتفكر ، وليس كل من تفكر أدرك المعنى المقصود ولنعلم التفكر إن لم يثمر عملا لم يحصل منه المرء شيئا على أن يكون باعثاً على التأسي بالكتاب والسنة ، قال بكر بن خنيس : ( قلت لسعيد بن المسيب - رحمه الله - وقد رأيت قوما يصلون ويتعبدون : يا أبا محمد ألا تتعبد مع هؤلاء القوم ؟ فقال لي : يا ابن أخي إنها ليست بعبادة .قلت له : فما التعبد يا أبا محمد ؟ قال : التفكر في أمر الله ، والورع عن محارم الله ، وأداء فرائض الله تعالى )
وقول هذا التابعي الجليل ليس تقليلا من شأن الصلاة ولكنه يعني التوازن في حياة المسلم ، بين التفكر وأداء الفرائض ومعاملة الخلق...
*المرجع:النت (http://www.alifta.org.sa/Fatawa/fatawaDetails.aspx?BookID=2&View=Page&PageNo=6&PageID=9582)
   مها متعب القحطاني .. 3o3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق